في هذه اللحظات الهامّة من تاريخ الأردن المجيد، تتوالى ذكرى المناسبات التاريخية الحاسمة التي صنعت الزمان والمكان والإنسان فوق هذا الحمى الأصيل، وطناً حراً مستقلاً، قويّاً ثابتاً في وجه التحديّات والأزمات، متطلعاً على الدوام إلى مزيدٍ من التقدّم والرفعة والتطور والازدهار
إنّ حزب الميثاق الوطني يعي جيداً القيمة الحقيقية لمعاني تلك المناسبات ودلالاتها وارتباطها بقيمة الدولة التي نشأت من ولادة أمّةٍ بأكملها من جديد لتستعيد مجدها وكرامتها، وتنال حريتها واستقلالها وحقوقها المشروعة في العيش الكريم، وفي صياغة موقفها السياسي، ومشروعها الاقتصادي والاجتماعي، ورسم ملامح مستقبل أجيالها القادمة
ويؤكد الحزب أن الثورة العربية الكبرى ومشروعها النهضوي شكّلا معاً القاعدة الفكرية والقيمية للدولة الأردنية، ومن هذا المنطلق فإنها واحدة من أهم مرجعيات الحزب الذي يدرك أن العمل الحزبي لا يمكن أنْ يحمل مشروعاً نهضوياً وبرامجياً إنْ لم يستندْ إلى مرجعية أصيلة كتلك المرجعية العظيمة التي صنعها أحرار الأمّة من الأردنيين والعرب بقيادة الشريف الحسين بن علي، والذي حمل الراية من بعده الملوك الهاشميون وساروا على النهج ذاته، في سبيل رفعة الأردن، وكرامة الأمة ونهضتها
إننا نتطلع اليوم إلى بلدنا الأردن وهو يواصل مشروعاً نهضوياً حديثاً متطوراً، ومؤسساً على مرجعيات الأوراق النقاشية الملكية، ومنظومة التحديث السياسي، والرؤيتين الإقتصادية والإدارية، إلى جانب مواصلة الحيوية التي بثّها جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين منذ جلوسه على العرش في التاسع من حزيران من العام 1999 لتتفاعل وتتواصل وتؤسس لأردن جديد، قادر على تجاوز الصعاب، وتخطي الأزمات، والسير بخطىً حثيثة نحو غاياته وأهدافه وطموحات شعبه، لا يثنيه عن ذلك أي عائق، ولا يردّه أي متردد مرتاب
كذلك فإن عقيدة جيشنا العربي المصطفوي الذي تأسست نواته في معارك الثورة العربية الكبرى، قد رسخت في وجدان الأردنيين الأصفياء، ليكون الجيش جيشهم مثلما هو جيش قائدهم الأعلى، فكانت تلك المساحة الطاهرة التي أنجبت فيها الحرائر الأردنيات كل أولئك البواسل الذين ذادوا عن حمى الأردن، وخاضوا معارك الشرف دفاعاً عن أهلهم وعن أمّتهم بل عن الإنسانية أينما تعرّضت للظلم والعدوان
وإذْ يوجّه الحزب التحية الصادقة إلى جيش عبدالله الثاني بن الحسين في يومه المبارك؛ فإنّه يؤكد من جديدٍ أن الأردنيين وهم يحتفلون بكلّ المناسبات العزيزة على قلوبهم يدركون، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، المسؤوليات التي نتحملها جميعاً من أجل المضي قدماً نحو مشروعنا السياسي القائم على العمل الحزبي والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وتشكيل الحكومات البرلمانية، لأنّ في ذلك الضمانة الأكيدة للمزيد من رفعة الدولة وشعبها، ومن التجسيد العملي لمعاني الحرية والحق والعدالة والكرامة الوطنية، ومن الفهم العميق لتلك المفاصل الهامة من تاريخ الأردن وأثرها المتجدد في مسيرة الأردن المباركة.